اسرار سعادتك

**Admin** الأربعاء أبريل 01, 2009 3:13 pm

بعض المتع البسيطة في الحياة كفيله بأن يمنح الانسان الاحساس بالسعادة.. هذه المقولة الشهيرة لأحد الحكماء يرددها دائما علماء النفس لمن يعانون من الحزن او القلق أو الاكتئاب ويعتقدون ان مفاتيح السعادة بعيدة عن متناول ايديهم, في حين أن هناك اشياء صغيرة وغير مكلفة يمكن أن تبعث في النفس الاحساس بالابتهاج والسعادة مثل ضحكة طفل صغير أو دردشة مع صديقة أو مكالمة تليفونية معها أو سماع أغنية تثير في النفس ذكريات جميلة أو تناول قطعة شيكولاته امام التليفزيون..

والمدهش في الأمر أن هذه الحقائق غائبة عن الكثيرين الذين يبحثون عن السعادة في أماكن بعيدة.. ومن بين هؤلاء النساء اللاتي يتبعن أنظمة غذائية صارمة لانقاص أوزانهن ويحرمن انفسهمن من بعض انواع الاغذية التي تبعث في نفوسهن الاحساس بالسعادة فيعانين مع الوقت من نوع من الحزن والكآبة التي لايعرفن لها سببا في حين أن السبب كما تقول د. مها راداميس اخصائي الامراض الباطنية وعلاج السمنة وعضو الجمعية الامريكية لعلاج السمنة هو حرمان الجسم من بعض العناصر الغذائية التي تفرز الاندروفين أو المادة الكميائية التي تبعث في النفس الاحساس بالابتهاج والسعادة.. ومن أمثلة هذه العناصر الغذائية الشيكولاته التي تحتوي علي عناصر غذائية مهمة وضرورية للجسم حتي في حالة اتباع ريجيم.. لكن لجوء الكثيرات إلي اتباع انظمة غذائية مقتبسة من الصديقات يحرمهن منها وتكون النتيجة تأثر الجلد أو العضو الذي يغطي اكبر مساحة من الجسم بهذا الحرمان, حيث انه المرأة الحقيقية التي تعكس الصحة وأول عضو تظهر عليه علامات الشيخوخة ويتأثر الجلد ايضا بالحالة النفسية الداخلية خاصة القلق والتوتر اللذين يتركان اثارهما عليه في شكل تجاعيد.

فالجسم كما تقول د. مها راداميس يحتاج للحفاظ علي صحته إلي تناول اغذية معينة لتزوده بالطاقة وتقوي مناعته ويحتاج المخ الي نوعية من الغذاء تعتمد علي نوع الوظيفة التي يعمل بها الانسان سواء كانت عضلية أو ذهنية ويحتاج ايضا الي مضادات للاكسدة لتحارب العجز.. فالانسان بدون طاقة ولاغذاء كاف يعاني من الاحساس بالكسل والخمول والحزن والاكتئاب حتي اذا كان يمارس حياة صحية.. لذلك عليه ان يبحث عن مفاتيح الصحة والسعادة المتاحة امامه ليتمتع بحياة افضل.

وهذا ليس بالشيء الصعب. لأن كل ذلك يمكن ان يتحقق له حتي في حالة اتباع ريجيم ـ اذا احسن اختيار نوعية الغذاء التي يتناولها ليحافظ علي سلامة جسمه وروحه المعنوية مرتفعة.. فالرجيم يعني اختيار نوعية الغذاء المناسب لكل حالة وفقا للاختبارات والفحوصات التي يجريها الاخصائي لمعرفة نوع الجسم وهل هو سريع ام بطيء الحرق وقياس نسبة العضلات المسئولة عن الحرق ونسبة الماء في الجسم لانه اذا حرم من الماء لفترات طويلة يحتفظ بالسموم ويختزن المياه التي تدخله عن طريق الاغذية.

وتشرح د. مها صفات الجسم البطئ الحرق فتقول أنه يتميز بارتفاع نسبة الكالسيوم وانخفاض الصوديوم ومن صفاته الميل الي الاكتئاب والحزن. وعند تعرضه للتوتر يبحث عن أي شيء ليتناوله, خاصة الشيكولاته او الحلوي بصفة عامة اما الجسم سريع الحرق فيتصف صاحبه بالقلق وعدم الصبر وسرعة الملل, وعند التعرض للتوتر يبحث ايضا عن الحلوي. فالاثنان يشتركان في هذه الصفة.. لماذا؟ لأن الشيكولاته غنية بالماغنسيوم الذي يساعد علي التخلص من التوتر والكالسيوم الذي يساعد علي الاسترخاء والاستغراق في النوم بسهولة والاندروفين الذي يفرزه المخ ليبعث الاحساس بالسعادة والابتهاج في النفس

أسأل د. مها: ماذا تأكل من تريد اتباع ريجيم لانقاص الوزن وتحافظ علي صحتها وروحها المعنوية في حالة مرتفعة؟ تجيب يحتاج الجسم لتحقيق هذه المعادلة الصعبة الي الفيتامينات والمعادن ومضادات الاكسدة وتتوافر هذه العناصر في الكاكاو الذي اثبتت الدراسات انه واحد من أفضل انواع الاغذية الطبيعية لانه يحتوي علي بعض المواد التي تساعد علي خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب والصفائح الدموية وبالتالي الوقاية من امراض القلب والاوعية الدموية.

وكذلك هناك البروكلي والقرنبيط والفراولة وكل انواع الاغذية التي تميل الي اللون الاخضر الغامق بصفة عامة لانه كلما ازدات درجة قتامة هذا اللون كانت مضادة للاكسدة اكثر

ويحتاج الجسم ايضا الي اغذية تخلصه من السموم الناتجة عن التلوث وعوادم السيارات مثل القرنبيط والشاي الاخضر والخرشوف والكاكاو لذلك تصف د.مها الشيكولاته لمن ترغب في اتباع ريجيم لأنها عالية القيمة الغذائية وتحتوي علي فيتامينات مثل ب1 وب2 ومعادن مثل البوتاسيوم والمغنسيوم والصوديوم والفوسفور والزنك والنحاس والمنجنيز والكالسيوم بالاضافة الي أنها تعالج الاكتئاب الذي يصاحب احيانا اتباع الرجيم.

وتصفها ايضا للنساء اللاتي يعانين قبل موعد الدورة او في مرحلة قرب انقطاعها من العصبية والتوتر والانفعال الزائد.. وللحوامل في الأشهر الثلاثة الاولي من الحمل والتي يعانين فيها من القئ والغثيان وللفتيات اللاتي يعانين من الانيميا لأنها غنية بالحديد الذي يعالج الانيميا ويزودهن بالطاقة ويعوض الفاقد من الدم.

وتنبه د. مها راداميس هنا الي أنه ليس معني ذلك الافراط في تناول الشيكولاته اذ يكفي للحصول علي هذه الفوائد تناول كمية تتراوح مابين مكعبين وثلاثة فقط في اليوم الواحد خاصة ان الشيكولاته تحتوي علي مركبات كميائية طبية تتفاعل مع حاسة التذوق والرائحة الموجودة علي اطراف اللسان والمتصلة بالمخ لتزود من يتناولها بالطاقة والاحساس بالرضا والشبع لساعات طويلة لأنها من أنواع السكريات البطيئة الحرق..

وأسأل د. مها عن الاطفال الذين يعشقونها. فنصحت بضرورة عدم ربط الشيكولاته في اذهانهم وهم صغار بالمكافأة لأن الطفل اذا تعود عليها ادمنها تماما مثل السجائر ثم يفاجأ بعد أن يبدأ في اكتساب الوزن الزائد بمحاولة والدته حرمانه منها مما يجعله اكثر شراهة واقبال عليها في الخفاء.. لذلك فأنه من المهم ان تعرف الأم أن الشيكولاته مهمة للطفل لأنها غنية بالكالسيوم والحديد الذي يحتاجه لكن المهم الاعتدال في تناولها بمعني ان تقدم له الأم قطعة واحدة منها مرتين في الاسبوع وبقية الايام تقدم له بدائل اخري للحلوي مثل البسكويت او الكيك او العصير.. بالنسبة للطفل الذي يعاني من النشاط الزائد فأن الشيكولاته يمكن ان تزيده حركة ونشاطا لأنها تحتوي علي الكافيين الذي يعمل علي زيادة معدلات الانتباه واليقظة وزيادة الاداء الذهني.. لذلك يفضل ان يتناولها الطفل في الصباح وفي ايام الاجازات لتزوده بالطاقة اللازمة لممارسة نشاطه.