بحر و نهر و.. صحراء تشكيل سوري سعودي على ايقاع مفردات المكان
صفحة 1 من اصل 1
بحر و نهر و.. صحراء تشكيل سوري سعودي على ايقاع مفردات المكان
khawla1 الخميس أبريل 02, 2009 4:33 am
)بحر ونهر و.. صحراء(تحت هذا العنوان، كان ثمة سبعون لوحة، هي أعمال، لأربعة تشكيليين سوريين وسعوديين، في المركز الثقافي العربي /أبو رمانة/ في دمشق مؤخراً..
هذا التنويع في أعمال الفنانين: أحمد فلمبان، ومؤيد منيف من السعودية، وعبود سلمان وأسيل غانم من سورية، لايعود للبيئات المختلفة، التي كان تأثيرها قوياً في أعمال الفنانين الأربعة. وحسب، بل أيضاً يعود لتنوع التجربة، والخبرة، والتكتيك والاتجاه الفني في هذه الأعمال لكل فنان، حتى أنه يمكن القول أنه لا يوجد عامل مشترك بين هذه اللوحات سوى الجدار المعلقة عليه..!!
وهكذا بإمكان المرء أن يرى أربعة معارض في معرضٍ واحد، حتى أن العدد الكبير لكل فنان يكاد يشكّل معرضاً بذاته..
ففي حوالي عشرين لوحة لأحمد فلمبان قضايا سيكرسها لمشكلات وهموم المرأة في السعودية.. وباعتبارها لاتسر خاطر لاعدو ولا صديق، لذلك هي تشكّل هموماً مؤرقة، ستكون الباعث للاشتغال الفني لفلمبان، الذي سيطلق على لوحاته «بلا ملامح».
على هذه التيمة سيشتغل هذا الفنان في لوحاته كلها، إذ سيقدم نساءـ أشباحاً، هذه الحالة الشبحية، التي ستغيّب ملامح هؤلاء النساء، رغم اتشاحهن ليس بالسواد كما درجت عليه «التقاليد» وإنما بألوان تأتي كالصدمة بالأزرق والأحمر لاسيما في المجموعة الأولى من لوحات أحمد فلمبان، فالمرأة هنا موجودة ومغيبة في الآن ذاته، لكنها في وجودها، ليست أكثر من شبح، لجسد شوهه القهر والتسلط، رغم أن النساء دائماً يقدمن مواجهات. ولسن مدبرات، كما يفعل في الذكر في خلفية اللوحة، الذي يصوره الفنان مدبراً، في إشارة لطرح قضية المرأة، إذ يأتي الأحمر والأزرق لكسر الإيقاع مع الحركة اللونية، كموازاة لمساحة الألم الذي تعانيه «شخصيات» اللوحة، حيث دائماً هن مجموعات، ولسن واحدة في اللوحة كإشارة للتعميم وشمولية هذا الكبت والقهر لكل النساء الذي هو مضاعفاً في العربية السعودية، المرأة التي تكاد تكون واحدة في هذه «الشوادر» التي تنوء تحتها.
في المجموعة الثانية سيكرّس فلمبان نساء ضبابيات، مبتعداً عن الأحمر والأزرق، باتجاه البياض المزرق، أي من الصدمة إلى اللامبالاة، أو إلى العدمية واليأس.
لوحات تحكي قصة نساء حيث الموت والحياة يكاد يكون سيان بالنسبة إليهنّ.. وإذا كان فلمبان كرّس ألوانه لتجسيد نساء المكان، وهمومهن. فإنّ مؤيد منيف سيتجه صوب المكان ذاته، وإذا كانت هموم النساء عند فلمبان واحدة ومتقاربة، فإن ألوان المكان عند مؤيد منيف، تكاد تكون واحدة، والذي سيقدم منطقة «الجوف» بالسعودية كمن ينظر إليها من علِ، أو من نافذة طائرة، ستبدو «الصفرة» على أشدّها في هذه اللوحات، حتى تكاد تتجاوز تخوم التعبير باتجاه التجريد،مركّزاً على «الموتيقات» التي تأخذ الأشكال الصحراوية، وكأنها بقايا عظام وحفريات.
ستقلل من حدة هذا الأصفر الطاغي، شيء من الترابي، الذي سيعالجه منيف بسكب القهوة العربية على سطح اللوحة بطريق ما، ثم من عجاج الصحراء سيأخذ «الأورانج» ليشكّل ايحاءات رملية وجبلية، وكان إن استخدم قطعاً من سجادة عربية، أو من مشغولات «السدو» ككولاج في محاولة كسر حالة الميل إلى التجريد إلى ما يشبه الواقعية التعبيرية، عندما «جسّد» بعض نساء الصحراء، اللواتي يبدون ضئيلات أمام مد الصحراء. نساء متلحفات بالعباءة وكأنهن جزر معزولة في الرمال ما يؤكد سطوة المكان هنا على ساكنيه..!!
عبود السلمان من شمال شرق سورية سيذهب باتجاه «السرد» في اللوحة، بمعنى سيذهب صوب الأنثربولوجيا، سيفتح الحجابات والتمائم التي كان يكتبها الشيوخ للنساء و أولادهن لدرء الحسد و إصابة العين وكان أن تحولت الطلاسم والكلمات المكتوبة داخل الحجاب أو التميمة والتي لامعنى لها ولا تعدو سوى خربشات ولفظ الجلالة وغيرها، والتي يفترض عدم رؤيتها ويفتح الحجاب حسب وصية الشيخ أو المشعوذ، عبود هنا يفتح هذه الحجب، ويشكّل منها حوالي عشرين لوحة ليست على شاكلة اللوحة المشدودة، وإنما على قماشٍ حر أشبه ما يكون بالأغباني.
وفي مجموعات لوحات أخرى سيشتغل عبود على التشكيل العفوي القريب من الفن الشعبي و المنمنمات، القائم على مفردة المرأة التي تتكرر في كل لوحة، بحليها وكحلها ولباسها، مركّزاً على الوشم، العيون، الهباري، ومفردات أسطورية ورموز المنطقة، في تجربة قديمةـ جديدة لعبود سلمان، قديمة باعتباره اشتغل عليها منذ بداياته التشكيلية تقريباً، ويعود اليوم لهذه التجربة من منظارٍ آخر لكن ليس بعيداً عن سابقه، متكئاًعلى تراث المنطقة الغني جداً بالحكايا والأساطير، آخذاً منها المفردة والخطوط والألوان..
أسيل غانم من الساحل السوري ستضع «الريشة والألوان» جانباً، وتصاحب الكاميرا لتصطاد، ومن مختلف المناطق السورية، أماكن الجمال فيها، من البحر والشواطئ، إلى الجبال والصحارى، برؤية فنية، تكاد توحي اللقطة وكأن الفنانة فاجأت المكان، أو أن المكان ذاته فاجأها بجماله، فتسجّل هذه اللحظة الجمالية، كشط البسيط المخضر مثلاً، أو مزار على قمة جبل أو قرية وادعة بين أحضان جبال القلمون، أو كثبان رملية قرب تدمر..
هذا التنويع في أعمال الفنانين: أحمد فلمبان، ومؤيد منيف من السعودية، وعبود سلمان وأسيل غانم من سورية، لايعود للبيئات المختلفة، التي كان تأثيرها قوياً في أعمال الفنانين الأربعة. وحسب، بل أيضاً يعود لتنوع التجربة، والخبرة، والتكتيك والاتجاه الفني في هذه الأعمال لكل فنان، حتى أنه يمكن القول أنه لا يوجد عامل مشترك بين هذه اللوحات سوى الجدار المعلقة عليه..!!
وهكذا بإمكان المرء أن يرى أربعة معارض في معرضٍ واحد، حتى أن العدد الكبير لكل فنان يكاد يشكّل معرضاً بذاته..
ففي حوالي عشرين لوحة لأحمد فلمبان قضايا سيكرسها لمشكلات وهموم المرأة في السعودية.. وباعتبارها لاتسر خاطر لاعدو ولا صديق، لذلك هي تشكّل هموماً مؤرقة، ستكون الباعث للاشتغال الفني لفلمبان، الذي سيطلق على لوحاته «بلا ملامح».
على هذه التيمة سيشتغل هذا الفنان في لوحاته كلها، إذ سيقدم نساءـ أشباحاً، هذه الحالة الشبحية، التي ستغيّب ملامح هؤلاء النساء، رغم اتشاحهن ليس بالسواد كما درجت عليه «التقاليد» وإنما بألوان تأتي كالصدمة بالأزرق والأحمر لاسيما في المجموعة الأولى من لوحات أحمد فلمبان، فالمرأة هنا موجودة ومغيبة في الآن ذاته، لكنها في وجودها، ليست أكثر من شبح، لجسد شوهه القهر والتسلط، رغم أن النساء دائماً يقدمن مواجهات. ولسن مدبرات، كما يفعل في الذكر في خلفية اللوحة، الذي يصوره الفنان مدبراً، في إشارة لطرح قضية المرأة، إذ يأتي الأحمر والأزرق لكسر الإيقاع مع الحركة اللونية، كموازاة لمساحة الألم الذي تعانيه «شخصيات» اللوحة، حيث دائماً هن مجموعات، ولسن واحدة في اللوحة كإشارة للتعميم وشمولية هذا الكبت والقهر لكل النساء الذي هو مضاعفاً في العربية السعودية، المرأة التي تكاد تكون واحدة في هذه «الشوادر» التي تنوء تحتها.
في المجموعة الثانية سيكرّس فلمبان نساء ضبابيات، مبتعداً عن الأحمر والأزرق، باتجاه البياض المزرق، أي من الصدمة إلى اللامبالاة، أو إلى العدمية واليأس.
لوحات تحكي قصة نساء حيث الموت والحياة يكاد يكون سيان بالنسبة إليهنّ.. وإذا كان فلمبان كرّس ألوانه لتجسيد نساء المكان، وهمومهن. فإنّ مؤيد منيف سيتجه صوب المكان ذاته، وإذا كانت هموم النساء عند فلمبان واحدة ومتقاربة، فإن ألوان المكان عند مؤيد منيف، تكاد تكون واحدة، والذي سيقدم منطقة «الجوف» بالسعودية كمن ينظر إليها من علِ، أو من نافذة طائرة، ستبدو «الصفرة» على أشدّها في هذه اللوحات، حتى تكاد تتجاوز تخوم التعبير باتجاه التجريد،مركّزاً على «الموتيقات» التي تأخذ الأشكال الصحراوية، وكأنها بقايا عظام وحفريات.
ستقلل من حدة هذا الأصفر الطاغي، شيء من الترابي، الذي سيعالجه منيف بسكب القهوة العربية على سطح اللوحة بطريق ما، ثم من عجاج الصحراء سيأخذ «الأورانج» ليشكّل ايحاءات رملية وجبلية، وكان إن استخدم قطعاً من سجادة عربية، أو من مشغولات «السدو» ككولاج في محاولة كسر حالة الميل إلى التجريد إلى ما يشبه الواقعية التعبيرية، عندما «جسّد» بعض نساء الصحراء، اللواتي يبدون ضئيلات أمام مد الصحراء. نساء متلحفات بالعباءة وكأنهن جزر معزولة في الرمال ما يؤكد سطوة المكان هنا على ساكنيه..!!
عبود السلمان من شمال شرق سورية سيذهب باتجاه «السرد» في اللوحة، بمعنى سيذهب صوب الأنثربولوجيا، سيفتح الحجابات والتمائم التي كان يكتبها الشيوخ للنساء و أولادهن لدرء الحسد و إصابة العين وكان أن تحولت الطلاسم والكلمات المكتوبة داخل الحجاب أو التميمة والتي لامعنى لها ولا تعدو سوى خربشات ولفظ الجلالة وغيرها، والتي يفترض عدم رؤيتها ويفتح الحجاب حسب وصية الشيخ أو المشعوذ، عبود هنا يفتح هذه الحجب، ويشكّل منها حوالي عشرين لوحة ليست على شاكلة اللوحة المشدودة، وإنما على قماشٍ حر أشبه ما يكون بالأغباني.
وفي مجموعات لوحات أخرى سيشتغل عبود على التشكيل العفوي القريب من الفن الشعبي و المنمنمات، القائم على مفردة المرأة التي تتكرر في كل لوحة، بحليها وكحلها ولباسها، مركّزاً على الوشم، العيون، الهباري، ومفردات أسطورية ورموز المنطقة، في تجربة قديمةـ جديدة لعبود سلمان، قديمة باعتباره اشتغل عليها منذ بداياته التشكيلية تقريباً، ويعود اليوم لهذه التجربة من منظارٍ آخر لكن ليس بعيداً عن سابقه، متكئاًعلى تراث المنطقة الغني جداً بالحكايا والأساطير، آخذاً منها المفردة والخطوط والألوان..
أسيل غانم من الساحل السوري ستضع «الريشة والألوان» جانباً، وتصاحب الكاميرا لتصطاد، ومن مختلف المناطق السورية، أماكن الجمال فيها، من البحر والشواطئ، إلى الجبال والصحارى، برؤية فنية، تكاد توحي اللقطة وكأن الفنانة فاجأت المكان، أو أن المكان ذاته فاجأها بجماله، فتسجّل هذه اللحظة الجمالية، كشط البسيط المخضر مثلاً، أو مزار على قمة جبل أو قرية وادعة بين أحضان جبال القلمون، أو كثبان رملية قرب تدمر..
khawla1- Admin
- عدد المساهمات : 1586
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
العمر : 29
مواضيع مماثلة» اناشيد طيور الجنة بدون ايقاع
» تحديد المكان عن طريق الإنترنت
» قصة حقيقية وقعت في أمريكا لشاب سعودي ملتزم
» تحديد المكان عن طريق الإنترنت
» قصة حقيقية وقعت في أمريكا لشاب سعودي ملتزم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى