معاق ولكن عندي أمل
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معاق ولكن عندي أمل
معاق ولكن عندي أمل
عندما أمسكت القلم لأكتب ما يجول في خاطري، ترددت كثيرا، فلم أعرف بماذا استهل حديثي، ولم يكن في ذهني موضوع ما ، ولكن كنت على يقين أن قلمي العزيز، كما عودني دائما، ألا يخونني ويعصاني، واسترسلت في الكتابة وفكرت هل أبدأ بالسنين الطويلة التي مضت ومحت معها ذكريات وآلام مريرة...أم بالأحلام التي تحطمت على صخور الواقع الأليم ... أم بطموحات خاصة وعامة في غد أفضل...
وفعلا تذكرت السنين المنصرمة، والذكريات البغيضة، فقد بدأت حياتي برفضي لإعاقتي، نعم، لم أتقبلها، كرهتها، فلو كانت الإعاقة شخصا حقيقيا لطردته، إذ طالت زيارته لي، وتبين لي انه لا يريد أن يتركني!!! لقد حاولت أن أقنعه بأن لي أحلام وآمال وطموحات ومعاناة ويكفي ما فعله بي حتى الآن!! لقد أبى أن يتركني...لقد سئمته وسأمت عدم قدرتي على فهم شعوري .. سأمت حزني وانكساري..سأمت تفكيري السوداوي .. سأمت زيادة حيرتي وقلة نومي.. لم أعد أقوى على صد الرغبة في البكاء فجفت انهار دموعي وضاقت الحالة النفسية في داخلي وفقدت "شهية" الحياة وبدت الكآبة على ملامح وجهي.
شعرت بأن أحلام الصبا قد ضاعت واقتصر اهتمامي بالحياة بمجموعة أفعال لا تتجاوز المستلزمات الأساسية للعيش، كالحاجة للطعام والقراءة لقتل ساعات اليقظة وليس لإثراء الحصيلة المعرفية.
نعم إخواني، لقد كانت فترة عصيبة بدرجة لا تصدق، فقد كنت فتى يافعاً ومراهقا وغير واعي لتصرفاتي، شعرت أن الإعاقة قد حرمتني الكثير، منعتني من الحرية التامة وفرضت علي الكثير من الصعاب، وأكثر ما آلمني أنني لا استطيع أن العب كرة القدم، نعم أردت أن أمارس الرياضة التي أهواها، وجن جنوني حينما كنت أرى أولاد حارتنا يلعبون وأنا فقط أراقبهم من بعيد!!!
وبفضل الله وإيماني به وبقوله "من يتق الله يجعل له مخرجا" سعيت لتصحيح المسار، فبمرور الوقت وازدياد خبرتي الحياتية صحوت من غفوتي على أنقاض أفكاري البغيضة ولملمت أشلاء شجاعتي ورفعت بصري إلى السماء وعاهدت نفسي أن أنتصر في صراعي ضد الإعاقة وأن اخرج إلى الحياة وصرت بإصراري أبحث عن الحياة رافضا رفع الراية البيضاء والرضوخ لليأس والضعف والإحباط ، وذلك تطلب أن أبقى قويا وأكثر قدرة على المواجهة ومواصلة التحدي والإصرار فولدت لدي الإرادة والثقة بالنفس فكما يقال "في القمة يحيى أصحاب الإرادات القوية"...
أصبحت اخرج من البيت في البداية بواسطة دراجة هوائية بمرافقة أصدقائي أو أقربائي، وقد بحثت عن سبل السعادة ووجدتها في ممارسة ما اعشقه وأهواه فاشتركت في نادي الشبيبة آنذاك ولعبت الرياضة الملائمة لوضعي مثل تنس الطاولة والرياضة التفكيرية وما شابه، واشتركت مع أصحابي في مباريات كرة القدم بصفتي حكما لهم أو مدربا وموجها، وما غير ظروفي للأفضل هو حصولي على عربة كهربائية جديدة جعلتني أكثر استقلالية في تحركي وكونت علاقات اجتماعية متنوعة وزرت ما استطعت من أماكن للترفيه عن نفسي، وغرست في نفسي الصبر والثبات ومضيت قدما في مشوار الحياة الصعب، ولا أنسى دور أفراد عائلتي الذين يؤازرونني ويساعدونني وأحسنوا تربيتي ورعايتي وتحملوا شقاء حياتي في جميع الأوقات، ثم بفضل التشجيع المتواصل من قبل الأقارب والأصدقاء الذين لم يبخلوا علي بشيء لاسيما الدعم المعنوي الهام.
لقد آمنت أن الإنسان في هذه الحياة لكي يحصل على نسبة معقولة من السعادة يجب أن يتقبل ظروفه ويحاول أن يتكيف معها وتكون لديه قناعة بما كتب الله له، فلا يقارن نفسه بالغير. وعليه أن ينظر إلى الحياة من حوله نظرة متفائلة ويعيش على الأمل الذي ينير الطريق لكل إنسان طموح، ومما لا شك فيه أن تحقيق الآمال والوصول إلى ما تصوب إليه النفس يحتاج إلى كثير من العمل والمثابرة وتحمل الصعاب.
تعلمت أن لا أجعل اليأس يتسلل إلى أعماقي بل انتظرت وتحليت بالصبر لجني الثمار، ولا يخيب الله سبحانه وتعالى آمال عباده فلكل مجتهد نصيب، ونظرت إلى الأشياء الإيجابية في حياتي ونسيت ما هو سلبي حتى لا أقف عندها، وأصبحت الخطوة التي أتقدمها دافعا لخطوات أخرى أتمنى الوصول إليها وتحقيقها.
لقد أردت طرد الإعاقة من حياتي، لأنني لم أتقبل شروطها وآثارها ولكن للواقع والحقيقة بصمات عديدة إذ تركت تأثير واضح على مختلف جوانب حياتي، فرضخت لشروطها وتأقلمت مع ظروفها ليس عنوة وإنما رغبة مني في تحسين أجواء حياتي فخلعت ثياب الحزن والاستسلام ولبست ثياب الإصرار والعزيمة القوية وبدأت بمسيرة العطاء والإنتاج وشربت من ينبوع الأمل الذي لا يجف وأصبحت متماسكا، قويا ومتحديا ومتخطيا لكل العوائق والحواجز وأحمد الله على ذلك كثيرا.
كلمة حق يجب أن تقال لصالح الإعاقة، فهي أكسبتني العديد من المهارات الشخصية وجعلتني أكثر ليونة في تعاملي مع نفسي والآخرين والتروي في اتخاذ الخطوات المصيرية لاختيار أفضلها، وعدم العجلة في أموري وأصبحت ذا عزيمة قوية وصبرا وجلدا على تحمل الأعراض الناجمة عنها، وأنا اليوم راغبا حقيقيا وبشدة في الحياة بالرغم من المعاناة الصحية والجسدية واحمل الكثير من الأمل بالرغم من كبر الألم .
إخواني
إلى من اختفت عن وجوههم الابتسامة وتركت قلوبهم السعادة: الرغبة في النجاح وتحقيق السعادة الذاتية هدف لكل إنسان في هذه الحياة..فامنوا بأنفسكم ونموا مهاراتكم وتيقنوا أن النجاة والمخرج من الشدائد والأزمات هي بفضل الله سبحانه تعالى أولا وبفضلكم ثانيا، فما لكم إلا الرضا والتسليم بقضاء الله عز وجل واملئوا وقتكم بالعمل والأمل فالإرادة تقهر الصعاب.
والله الموفق
عندما أمسكت القلم لأكتب ما يجول في خاطري، ترددت كثيرا، فلم أعرف بماذا استهل حديثي، ولم يكن في ذهني موضوع ما ، ولكن كنت على يقين أن قلمي العزيز، كما عودني دائما، ألا يخونني ويعصاني، واسترسلت في الكتابة وفكرت هل أبدأ بالسنين الطويلة التي مضت ومحت معها ذكريات وآلام مريرة...أم بالأحلام التي تحطمت على صخور الواقع الأليم ... أم بطموحات خاصة وعامة في غد أفضل...
وفعلا تذكرت السنين المنصرمة، والذكريات البغيضة، فقد بدأت حياتي برفضي لإعاقتي، نعم، لم أتقبلها، كرهتها، فلو كانت الإعاقة شخصا حقيقيا لطردته، إذ طالت زيارته لي، وتبين لي انه لا يريد أن يتركني!!! لقد حاولت أن أقنعه بأن لي أحلام وآمال وطموحات ومعاناة ويكفي ما فعله بي حتى الآن!! لقد أبى أن يتركني...لقد سئمته وسأمت عدم قدرتي على فهم شعوري .. سأمت حزني وانكساري..سأمت تفكيري السوداوي .. سأمت زيادة حيرتي وقلة نومي.. لم أعد أقوى على صد الرغبة في البكاء فجفت انهار دموعي وضاقت الحالة النفسية في داخلي وفقدت "شهية" الحياة وبدت الكآبة على ملامح وجهي.
شعرت بأن أحلام الصبا قد ضاعت واقتصر اهتمامي بالحياة بمجموعة أفعال لا تتجاوز المستلزمات الأساسية للعيش، كالحاجة للطعام والقراءة لقتل ساعات اليقظة وليس لإثراء الحصيلة المعرفية.
نعم إخواني، لقد كانت فترة عصيبة بدرجة لا تصدق، فقد كنت فتى يافعاً ومراهقا وغير واعي لتصرفاتي، شعرت أن الإعاقة قد حرمتني الكثير، منعتني من الحرية التامة وفرضت علي الكثير من الصعاب، وأكثر ما آلمني أنني لا استطيع أن العب كرة القدم، نعم أردت أن أمارس الرياضة التي أهواها، وجن جنوني حينما كنت أرى أولاد حارتنا يلعبون وأنا فقط أراقبهم من بعيد!!!
وبفضل الله وإيماني به وبقوله "من يتق الله يجعل له مخرجا" سعيت لتصحيح المسار، فبمرور الوقت وازدياد خبرتي الحياتية صحوت من غفوتي على أنقاض أفكاري البغيضة ولملمت أشلاء شجاعتي ورفعت بصري إلى السماء وعاهدت نفسي أن أنتصر في صراعي ضد الإعاقة وأن اخرج إلى الحياة وصرت بإصراري أبحث عن الحياة رافضا رفع الراية البيضاء والرضوخ لليأس والضعف والإحباط ، وذلك تطلب أن أبقى قويا وأكثر قدرة على المواجهة ومواصلة التحدي والإصرار فولدت لدي الإرادة والثقة بالنفس فكما يقال "في القمة يحيى أصحاب الإرادات القوية"...
أصبحت اخرج من البيت في البداية بواسطة دراجة هوائية بمرافقة أصدقائي أو أقربائي، وقد بحثت عن سبل السعادة ووجدتها في ممارسة ما اعشقه وأهواه فاشتركت في نادي الشبيبة آنذاك ولعبت الرياضة الملائمة لوضعي مثل تنس الطاولة والرياضة التفكيرية وما شابه، واشتركت مع أصحابي في مباريات كرة القدم بصفتي حكما لهم أو مدربا وموجها، وما غير ظروفي للأفضل هو حصولي على عربة كهربائية جديدة جعلتني أكثر استقلالية في تحركي وكونت علاقات اجتماعية متنوعة وزرت ما استطعت من أماكن للترفيه عن نفسي، وغرست في نفسي الصبر والثبات ومضيت قدما في مشوار الحياة الصعب، ولا أنسى دور أفراد عائلتي الذين يؤازرونني ويساعدونني وأحسنوا تربيتي ورعايتي وتحملوا شقاء حياتي في جميع الأوقات، ثم بفضل التشجيع المتواصل من قبل الأقارب والأصدقاء الذين لم يبخلوا علي بشيء لاسيما الدعم المعنوي الهام.
لقد آمنت أن الإنسان في هذه الحياة لكي يحصل على نسبة معقولة من السعادة يجب أن يتقبل ظروفه ويحاول أن يتكيف معها وتكون لديه قناعة بما كتب الله له، فلا يقارن نفسه بالغير. وعليه أن ينظر إلى الحياة من حوله نظرة متفائلة ويعيش على الأمل الذي ينير الطريق لكل إنسان طموح، ومما لا شك فيه أن تحقيق الآمال والوصول إلى ما تصوب إليه النفس يحتاج إلى كثير من العمل والمثابرة وتحمل الصعاب.
تعلمت أن لا أجعل اليأس يتسلل إلى أعماقي بل انتظرت وتحليت بالصبر لجني الثمار، ولا يخيب الله سبحانه وتعالى آمال عباده فلكل مجتهد نصيب، ونظرت إلى الأشياء الإيجابية في حياتي ونسيت ما هو سلبي حتى لا أقف عندها، وأصبحت الخطوة التي أتقدمها دافعا لخطوات أخرى أتمنى الوصول إليها وتحقيقها.
لقد أردت طرد الإعاقة من حياتي، لأنني لم أتقبل شروطها وآثارها ولكن للواقع والحقيقة بصمات عديدة إذ تركت تأثير واضح على مختلف جوانب حياتي، فرضخت لشروطها وتأقلمت مع ظروفها ليس عنوة وإنما رغبة مني في تحسين أجواء حياتي فخلعت ثياب الحزن والاستسلام ولبست ثياب الإصرار والعزيمة القوية وبدأت بمسيرة العطاء والإنتاج وشربت من ينبوع الأمل الذي لا يجف وأصبحت متماسكا، قويا ومتحديا ومتخطيا لكل العوائق والحواجز وأحمد الله على ذلك كثيرا.
كلمة حق يجب أن تقال لصالح الإعاقة، فهي أكسبتني العديد من المهارات الشخصية وجعلتني أكثر ليونة في تعاملي مع نفسي والآخرين والتروي في اتخاذ الخطوات المصيرية لاختيار أفضلها، وعدم العجلة في أموري وأصبحت ذا عزيمة قوية وصبرا وجلدا على تحمل الأعراض الناجمة عنها، وأنا اليوم راغبا حقيقيا وبشدة في الحياة بالرغم من المعاناة الصحية والجسدية واحمل الكثير من الأمل بالرغم من كبر الألم .
إخواني
إلى من اختفت عن وجوههم الابتسامة وتركت قلوبهم السعادة: الرغبة في النجاح وتحقيق السعادة الذاتية هدف لكل إنسان في هذه الحياة..فامنوا بأنفسكم ونموا مهاراتكم وتيقنوا أن النجاة والمخرج من الشدائد والأزمات هي بفضل الله سبحانه تعالى أولا وبفضلكم ثانيا، فما لكم إلا الرضا والتسليم بقضاء الله عز وجل واملئوا وقتكم بالعمل والأمل فالإرادة تقهر الصعاب.
والله الموفق
معاق ولكن عندي أمل
اقدم لكي افضل التهاني يا اختي
وشكرا لاختيارك هذا الموضوع الجميل
وشكرا لاختيارك هذا الموضوع الجميل
widadoss1- عدد المساهمات : 278
تاريخ التسجيل : 07/04/2009
مواضيع مماثلة
» ****رايت معاق يبكي على معاق*****
» من قال أنى معاق ؟
» و هدا اهداء اخر الى كل معاق
» معاق وجد ميتا وهو مقيد
» إهداء إلى كل معاق.............(بقلمي)
» من قال أنى معاق ؟
» و هدا اهداء اخر الى كل معاق
» معاق وجد ميتا وهو مقيد
» إهداء إلى كل معاق.............(بقلمي)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى