كتاب التكنيك المسرحي ( 1 )

اهلا وسهلا اخواني أخواتي زوار وعشاق منتدى عالم المسرح

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أخواني وزوار منتدى عالم المسرح أتشرف اليوم و أقدم لكم موضوعي



.

بسم الله الرحمن الرحيم

التكنيك المسرحي

( 1 )
الكتاب / التكنيك المسرحي
المؤلف : فيليب فان تيجام
ترجمة : يوسف البدري
الناشر : مؤسسة بور سعيد للطباعة


تمتاز كثير من الكتب والدراسات المسرحية القديمة بأنها تقدم كدليل عملي فني للمسرح بشكل شامل وواضح يهدف إلى تدريب العاملين في مجال المسرح تدريباً ينطلق على أسس مسرحية بنيت من خلال تجارب وممارسات المخرجين أو مدربي المسرح أو التقنيين ، وتمتاز أيضاً بالرشاقة والخلو من الحشو الزائد والفلسفة التي تشتت ذهن القارئ أكثر من إفادته ومن بين هذه الكتب يأتي كتاب التكنيك المسرحي ليقدم لنا تصوراً عن الممارسة المسرحية بدأ من التأليف والإخراج والتمثيل مروراً بالإدارة المسرحية والتنظيمات الإدارية وخصوصاً في فرقة الكوميدي فرانسيز . وقد حصلت على نسخة من هذا الكتاب من إحدى مكتبات الكتاب المستعمل في دولة الكويت ( مكتبة داود ) وليس هناك تاريخ على غلاف الكتاب أو من داخله يحدد سنة طباعة ونشر هذا الكتاب أو الترجمة منه ، ولكن من بين ثنايا الكتاب يتضح لنا المؤلف ألفه بعد عام 195م أي في الستينيات الميلادية .
على العموم يقول فليب فان تيجام مؤلف الكتاب ( وهو أستاذ تاريخ المسرح الأهلي بالكونسرفاتوار الأهلي للفن الدرامي بباريس ) في مقدمته : نحن لا نقدم للقارئ دراسة علمية للمسرح ولا دليلاً للمبتدئين في الإخراج وإنما نقوم بتعريف جمهور المسرح بالعمليات المختلفة التي تؤدي إلى عرض المسرحية التي يشاهدونها ، وبالعوامل التي تلعب دوراً في تنظيم وإعداد وعرض المسرحية ... .


الفصل الأول :


1 – التيمة الدرامية والقيمة الإنسانية للمسرحية :

في أي عرض مسرحي مهما كان دور المخرج والممثلين ، يضل النص المسرحي المادة الأساسية التي بدونها لا يقوم هذا العرض . حقاً إن المخرج البارع والممثلين البارعين يستطيعون قيادة مسرحية متوسطة إلى النجاح هذه المسرحية لا يمكن استساغة قراءتها خارج أضواء المسرح . والقيمة الدرامية عوضاً عن القيمة الأدبية أو الإنسانية هي التي تحقق للمسرحية النجاح والنص المسرحي الجيد يجب أن يترك للمخرج والممثلين فرصة للابتكار ، ومن هنا تكون قيمته الدرامية مستقلة استقلالاً تاماً عن جودته وقيمته النفسية أو الأيدلوجية ، وكم من المسرحيات بدت عند قراءتها كأنها درر ثم لاقت الفشل أو لم تلاقي سوى نجاحاً متوسطاً بالرغم من قدرة الممثلين وحماسهم ، وكان سبب سقوطها نقصاً في بنائها الدرامي الجمهور هو القاضي الوحيد في هذه المسألة ويستطيع المستقبل أن يظهر خطأه ولكنا نقول أن الجمهور مع ذلك كان على صواب ، وقد يتغير الجمهور في مدى خمسين أو مائة عام وبالتالي يتغير حكمه على المسرحية فيدين من حكم عليها بالفشل ، فيجب على جمهور الأجيال القادمة أن يضع نفسه في الزمن الذي كتبت فيه المسرحية لقد حكم عليها الجمهور الأول في زمنه ولم ينقدها باسم الأجيال القادمة التي كانت تجهل عنها كل شيئ ونرى نفس هذه الظاهرة في نجاح مسرحية عند عرضها وفشلها وعند إعادة عرضها ونحن عندما نعيد قراءة مسرحيات كان لها سحر وبهاء منذ مائة أو خمسين عاماً وأحياناً أقل ، تأخذنا الشفقة لذوق آبائنا وأجدادنا .. ماذا أهذه المسرحيات استطاعت إضحاكهم .ماذا ؟ هل استطاع زيف هذه الأعمال العاطفية التراجيدية أن يؤثر فيهم .. إنهم مع ذلك على صواب فقد حكموا حسب زمنهم وطبقاً لمقاييس غائبة عنا .