النّظــرة الطّــاهرة
صفحة 1 من اصل 1
النّظــرة الطّــاهرة
رؤيتنا هي التي تحدّد وتصنع العالم من حولنا، فنحن لا نعيش في نفس العالم لأن طرق رؤيتنا له مختلفة... وهناك العديد والعديد من العوالم على قدر ما يوجد من ناس وأجناس، ومن هنا جاء التضارب والتعارض، النزاع والصراع.... في الحب، في الصداقة، في الحياة... لأنه لا يمكن لوِجهتي نظر أن تتّفقا.. إما أنْ تتداخلا وتتشابكا، أو تتصادما وتتعارضا... ويحاول كل منهما أن يؤثر في الآخر، ليُقنعه ويتحكم به...
حتى لدى الإنسان الواحد هناك نوعان من الرؤية، عينان أو ملاكان حارسان... خير وشر، حب وقهر... وهناك صراع كبير حول من سيربح، ومن سيبرهن أن وجهة نظره هي الأفضل والأصلح... لكنك عندما تدخل إلى أعماق ذاتك ستجد العين الثالثة حيث ستلتقي عيناك في نقطة عميقة دقيقة... هي البصيرة عين الحقيقة....
عيناك لا يمكن أن تلتقيان عندما تنظران خارجاً.. كلما نظرتَ بعيداً خارجك أصبحتا أبعد فأبعد، وكلما تمعّنتَ في داخلك أصبحتا أقرب فأقرب...
عندما تغمض عينيك فإنهما تصبحان عيناً واحدة هي العين الثالثة التي تهتم ببواطن الأشياء لا بظواهرها... وهذه العين المُبصرة هي التي تستطيع قراءة كتاب الحقيقة كما هو.... إنها تبصر دون أن تحتاج للنظر، دون أي أداة أو خريطة مثل النهر... وهذه هي البصيرة وهي أمرٌ آخر غير البصر...
هنا تتّحد ألوان قوس قزح السبعة من جديد بلون واحد هو الأبيض...
والبصيرة هي رؤية الماضي والمستقبل في الحاضر، في الآن، في هذه اللحظة... لأن قصة الشجرة مكتوبة بكاملها في البذرة...
قال رجل للحبيب: أمّرني يا رسول الله، اجعلني أميراً على البَصْرة...
فقال له: البصْرة تزول.. أجعلكُ أميراً على بصيرتك التي لا تزول.....
لكن الناس مهتمّون بامتلاك عيون ورموش جميلة بدل أن يهتموا بامتلاك رؤية جميلة...
رؤية الواحد الأحد في كل عدد، النور الخالد إلى الأبد والمدد...
وكُن جميلاً... ترى الوجود جميلا....
وهذا أمر مُمكن، لكننا لم نحاول أبداً الوصول إليه... لم ننظر أبداً لما هو كامن في الداخل، لم نُحوّل هذا الكامن إلى ساكن... إلى واقع حقيقي فعليّ كائن... فبقيت العين الثالثة بذرة كامنة غافية تنتظر الماء واليد الشافية...
ليس على الحقيقية حجاب ولا باب، فالشمس شارقة ساطعة... لكننا نحن لم نعد نُبصر...
لقد أعمى الجهل بصرنا وبصيرتنا، ولم نعد نرى أبعد من أنوفنا، ولا حلّ إلا بالتحوّل إلى الداخل، بالعودة إلى الصمت، إلى التأمل، والطرق كثيرة وعديدة... لقد خلقَ الخالق من طُرق بعدد ما خَلَقَ من خلْق...
التأمل هو المفتاح العجيب الذي يفتح لنا أبواب النور والتنوير، وعندها ستبدأ العين الثالثة بالنمو والانتاش... ثم تزهر كزهرة معطّرة مطهّرة لتتغيّر حياتك كلها...
لن تعودَ الشخص ذاته على الإطلاق... ستصبح مختلفاً، حياً، مشتعلاً، وسيتغير العالم من حولك في كل مكان... مع أن كل شيء لا يزال كما هو فيما مضى من الزمان، ولكن لا شيء أبداً سيبقى كما هو بالنسبة لك بعد الآن...
لقد وصلتَ إلى الرؤية الأحديّة الموحّدة بعين الوحدة الواحدة.... عين اليقين والعِرفان....
لكي تبدأ بالتأمل أغلق عينيك وابدأ بالنظر إلى الداخل في رحلتك الداخلية...
سيكون هذا أمراً صعباً في البداية، لأننا نسينا داخلنا وأهملناه ولكن عطشنا سيجعلنا نتلمّس الطريق رويداً رويداً...
لن تجد في البداية إلا الظلام الحالك، وهذا الأمر يشبه الدخول من مكان متوهج بنور الشمس الساطع إلى غرفة مظلمة... عندها لن ترى لعدة ثوانٍ، ثم تتعدّل رؤيتك شيئاً فشيئاً لتمتلئ الغرفة بالنور...
كذلك الأمر عندما تُبحر داخلياً... سيصبح كل شيء مظلماً عاتماً حتى زمنٍ معين، ولكن إذا ثابرتَ عليه والمثابرة ما هي إلا تأمل وتدبّر، وإذا صبَرتَ وواصلتَ البحث فإنك ستعثر يوماً ما على منبع طاقتك وحياتك ليضيء قلبك في عمق الظلام، وليعمّ نورٌ ساطع الألوان، ذو عظمة وجلال وإشراق لم يحلم به إنسان.....
إنْ لم تعرف الظلام فلن تعرف النور.... ولكن حالما تراه سيزهر قلبك وتتطهّر أعماقك.... ستطمئن ذاتك وتتفتّح مقاماتك كلها لارتشاف هذا النور السرمدي المضيء الأبعد من حياتك ومماتك......
حتى لدى الإنسان الواحد هناك نوعان من الرؤية، عينان أو ملاكان حارسان... خير وشر، حب وقهر... وهناك صراع كبير حول من سيربح، ومن سيبرهن أن وجهة نظره هي الأفضل والأصلح... لكنك عندما تدخل إلى أعماق ذاتك ستجد العين الثالثة حيث ستلتقي عيناك في نقطة عميقة دقيقة... هي البصيرة عين الحقيقة....
عيناك لا يمكن أن تلتقيان عندما تنظران خارجاً.. كلما نظرتَ بعيداً خارجك أصبحتا أبعد فأبعد، وكلما تمعّنتَ في داخلك أصبحتا أقرب فأقرب...
عندما تغمض عينيك فإنهما تصبحان عيناً واحدة هي العين الثالثة التي تهتم ببواطن الأشياء لا بظواهرها... وهذه العين المُبصرة هي التي تستطيع قراءة كتاب الحقيقة كما هو.... إنها تبصر دون أن تحتاج للنظر، دون أي أداة أو خريطة مثل النهر... وهذه هي البصيرة وهي أمرٌ آخر غير البصر...
هنا تتّحد ألوان قوس قزح السبعة من جديد بلون واحد هو الأبيض...
والبصيرة هي رؤية الماضي والمستقبل في الحاضر، في الآن، في هذه اللحظة... لأن قصة الشجرة مكتوبة بكاملها في البذرة...
قال رجل للحبيب: أمّرني يا رسول الله، اجعلني أميراً على البَصْرة...
فقال له: البصْرة تزول.. أجعلكُ أميراً على بصيرتك التي لا تزول.....
لكن الناس مهتمّون بامتلاك عيون ورموش جميلة بدل أن يهتموا بامتلاك رؤية جميلة...
رؤية الواحد الأحد في كل عدد، النور الخالد إلى الأبد والمدد...
وكُن جميلاً... ترى الوجود جميلا....
وهذا أمر مُمكن، لكننا لم نحاول أبداً الوصول إليه... لم ننظر أبداً لما هو كامن في الداخل، لم نُحوّل هذا الكامن إلى ساكن... إلى واقع حقيقي فعليّ كائن... فبقيت العين الثالثة بذرة كامنة غافية تنتظر الماء واليد الشافية...
ليس على الحقيقية حجاب ولا باب، فالشمس شارقة ساطعة... لكننا نحن لم نعد نُبصر...
لقد أعمى الجهل بصرنا وبصيرتنا، ولم نعد نرى أبعد من أنوفنا، ولا حلّ إلا بالتحوّل إلى الداخل، بالعودة إلى الصمت، إلى التأمل، والطرق كثيرة وعديدة... لقد خلقَ الخالق من طُرق بعدد ما خَلَقَ من خلْق...
التأمل هو المفتاح العجيب الذي يفتح لنا أبواب النور والتنوير، وعندها ستبدأ العين الثالثة بالنمو والانتاش... ثم تزهر كزهرة معطّرة مطهّرة لتتغيّر حياتك كلها...
لن تعودَ الشخص ذاته على الإطلاق... ستصبح مختلفاً، حياً، مشتعلاً، وسيتغير العالم من حولك في كل مكان... مع أن كل شيء لا يزال كما هو فيما مضى من الزمان، ولكن لا شيء أبداً سيبقى كما هو بالنسبة لك بعد الآن...
لقد وصلتَ إلى الرؤية الأحديّة الموحّدة بعين الوحدة الواحدة.... عين اليقين والعِرفان....
لكي تبدأ بالتأمل أغلق عينيك وابدأ بالنظر إلى الداخل في رحلتك الداخلية...
سيكون هذا أمراً صعباً في البداية، لأننا نسينا داخلنا وأهملناه ولكن عطشنا سيجعلنا نتلمّس الطريق رويداً رويداً...
لن تجد في البداية إلا الظلام الحالك، وهذا الأمر يشبه الدخول من مكان متوهج بنور الشمس الساطع إلى غرفة مظلمة... عندها لن ترى لعدة ثوانٍ، ثم تتعدّل رؤيتك شيئاً فشيئاً لتمتلئ الغرفة بالنور...
كذلك الأمر عندما تُبحر داخلياً... سيصبح كل شيء مظلماً عاتماً حتى زمنٍ معين، ولكن إذا ثابرتَ عليه والمثابرة ما هي إلا تأمل وتدبّر، وإذا صبَرتَ وواصلتَ البحث فإنك ستعثر يوماً ما على منبع طاقتك وحياتك ليضيء قلبك في عمق الظلام، وليعمّ نورٌ ساطع الألوان، ذو عظمة وجلال وإشراق لم يحلم به إنسان.....
إنْ لم تعرف الظلام فلن تعرف النور.... ولكن حالما تراه سيزهر قلبك وتتطهّر أعماقك.... ستطمئن ذاتك وتتفتّح مقاماتك كلها لارتشاف هذا النور السرمدي المضيء الأبعد من حياتك ومماتك......
khawla1- Admin
- عدد المساهمات : 1586
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
العمر : 29
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى