الغربة...المعانات
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الغربة...المعانات
ما من احد يدرك المعنى الحقيقي للغربة ويشعر بها
الا من اكتوى بنارها
هاهم المغتربون في البلدان الاجنبية يتقطعون كل يوم من الفساد
وهم يقعون بين نارين نار التاقلم مع اهل هذه البلاد لاكمال مسيرة الحياة
ونار العادات و الاخلاقيات الدينية والتربوية التي نشاوا تحت ظلها
ومهما حاولوا فلن يستطيعوا التاقلم مع هذه البيئة التي ما تربوا عليها
وايضا غربة الوطن كان يقال بان لك وطن جميل
الا ان عينيك لم تكتحل بعد برؤيته .....
عندها ستعيس في لوعة وحسرة
وقلبك يهفوا كل يوم
كل يوم
يحن الى ذلك الوطن
__________________
لقد استفتح عين الحياة كلامه بكلام عن الصارع الحاصل داخل بعض المغتربين بين الأهل و القوم، و العقل و النفس و التحصيل، بل واحيانا حتى العيش لا الرقي...
نعم فلقد أمسى عند كثير من ذوي العقول هذا الصراع... فأهلهم و قومهم في كفه و عقولهم و نفوسهم في الكفه الاخرى و الجمع بينهم متعذر...
فلا انسى ابدا هذه الطفلة التي توجهت إلى أمها الحبيبة -التي لم تحسن التعبير لأملها الحقيقي لابنتها، و التي كان يدل عليه بعض عملها...سألت البنت: لماذا ادرس؟ فردت الام: لتكبري و تدخلي الجامعة...فاكلمت البنت: ولماذا أدخل الجامعة؟ قالت لها الأم: لتتخرجي و تكوني متعلمة....فواصلت البنت: فلماذا؟... فردت الأم: لتعملي و تكوني منتجة... فردت البنت: فلماذا؟.... فاجابت الأم المحتاره: لتتزوجي و يكون عندك أولاد!!!... فردت البنت بكل بلاهه: هل هدفي أن أكون مثلك... ليس هذا هدفا....
لقد عاشت هذه البنت غربة عن أمها منذ نعومة اظافرها و تزايدت مع تصارع لاحداث... ولكن حان وقت المواجهه الحقيقية... نعم... لقد ادركت البنت أن احيانا مرارة غربة الأهل ، أفظع و أخطر مما كانت تظنه عقلا و نفسا... فهذه الام لم تكن أبدا بلا عقل... و لكن كان مغيبا عنها و عن البنت الهدف الأسمى و التربية المثلى... أنها غربتهم جميعا التي غربتهم عن بعضهم البعض، أنها غربة الدين عن الواقع، علما و عملا...غربة المجتمع عن الدين، و كل ساهم وكنت أنا الأبعد؟؟؟ أم أنه انفصام الفقه عن الدين، و الاخلاق الحقه عن التدين؟ أم تغييب و غياب العلم الشرعي العملي و حصره على اشخاص و اماكن؟ أم أنه علو شأن غير المسلمين و تخلقهم ببعض الخصال الحميدة؟و المسلمون جسد بلا روح...اموات!... ام روح بلا جسد...في عالم البرزخ أو حتى قبل الدنيا؟ ولو حيوا اغتيلوا في عقولهم؟ ولو نجوا نُفوا أو غييبوا؟
إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا
وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُوا
ْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا
إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
سورة ال عمران...
وليس هذا على اطلاقه على كل الآخر... أنما على الذين يحاربون الأسلام ولو ابطنوا غير ذلك... و الذين يعرفون الأسلام في زماننا قليلون... و المسلمون غير مبرؤون... و الأمر هنا بالصبر و التقوى... و لا تقوى بلا عدل و اتباع للشريعة في الموافق و المخالف...
...
...
...
ثم ما لبثت الايام تمر و عادت البنت إلى السعي لدينها و اخراها، و التوجهه إلى ربها... و بدأت معها غربة أخرى مؤلمة، فلقد أصبح العقل و النفس و الدين في كفه و الأهل في كفه... وليست لأن اهلها غير مسلمون، و لكنهم لا يتعلمون الإسلام و عوائدهم كثيرا ما تخالف الشريعة المحمدية و الأَمَر أنهم يظنونها من الدين... و استغل هذا الشيطان و جنده اسوء استغلال و سخر من جهل البنت التي تحاول الاقبال على الله، و سلط عليها من سلط، تشكيكا و تعطيلا... متشدده...ارهابيه...ناكره للجميل...متخلفة...رجعية...مفرقة جماعات...قاطعة للرحم....، مع استغلال العيوب الموجودة أسوأ استغلال و النفخ فيها و اشعال نار الفتنة.... و الكثير من الوسائل الاعلامية لم تترك فرصة... و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعقلون...
...
وتوالت الفتن...
وسرعان ما تحولت السخرية وا لاستهزاء و العدواة و تراشق بالتهم و سوء الظن حتى بين الذين يريدون وجه الله، و الشيطان ينزغ... و يثبط... و يعقد... و يحوّل العقول الغير مدربة على التفكير السليم، و الاخلاق و العوائد السيئة إلى حواجز...ثم إلى سدود و فيضانات تكتسح الاراضي و تدمر المنازل...
نعم فالقصعة مستباحة من البعيد و القريب، و حتى من أخ في الله القريب... و الله أكبر...
...
نعم كان الامر صعبا...ولكن الله غالب على أمره... و بالصبر نرى العجب... فالاهل تغييروا... و الاخوة تعلموا.... و البنت ايضا تعلمت... و لايزال المشوار طويلا أمامهم جميعا... ولكنه إلى الله... فما أجمل النصب لرضا الله... وما اجمل الاجتهاد إليه... و السعي لرضاه و رضوانه و جناته...
ولا يزال الشيطان يكيد و ينفث و يعقد و يوقع العداوة و البغضاء بين المسلمين... و لايزال المؤمن يجاهد و يجتهد، و يصبر و يخطأ و يستغفر، فيتعلم و يرتقي... و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين...
والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون....
نسأل الله أن يهديني و والدي و أرحامي و اصهاري و جيراني و المسلمين و أمة محمد اجمعين إليه،
و يخير لنا و يختار لنا،
و يرضنا بقضائك و يأنسنا بلطفه و فضله و أوليائه...
اللهم إني أسألك حبك و حب من يحبك و حب عمل يقربني إلى حبك...
والله أعلم
__________________
منقول
تحياتي
الا من اكتوى بنارها
هاهم المغتربون في البلدان الاجنبية يتقطعون كل يوم من الفساد
وهم يقعون بين نارين نار التاقلم مع اهل هذه البلاد لاكمال مسيرة الحياة
ونار العادات و الاخلاقيات الدينية والتربوية التي نشاوا تحت ظلها
ومهما حاولوا فلن يستطيعوا التاقلم مع هذه البيئة التي ما تربوا عليها
وايضا غربة الوطن كان يقال بان لك وطن جميل
الا ان عينيك لم تكتحل بعد برؤيته .....
عندها ستعيس في لوعة وحسرة
وقلبك يهفوا كل يوم
كل يوم
يحن الى ذلك الوطن
__________________
لقد استفتح عين الحياة كلامه بكلام عن الصارع الحاصل داخل بعض المغتربين بين الأهل و القوم، و العقل و النفس و التحصيل، بل واحيانا حتى العيش لا الرقي...
نعم فلقد أمسى عند كثير من ذوي العقول هذا الصراع... فأهلهم و قومهم في كفه و عقولهم و نفوسهم في الكفه الاخرى و الجمع بينهم متعذر...
فلا انسى ابدا هذه الطفلة التي توجهت إلى أمها الحبيبة -التي لم تحسن التعبير لأملها الحقيقي لابنتها، و التي كان يدل عليه بعض عملها...سألت البنت: لماذا ادرس؟ فردت الام: لتكبري و تدخلي الجامعة...فاكلمت البنت: ولماذا أدخل الجامعة؟ قالت لها الأم: لتتخرجي و تكوني متعلمة....فواصلت البنت: فلماذا؟... فردت الأم: لتعملي و تكوني منتجة... فردت البنت: فلماذا؟.... فاجابت الأم المحتاره: لتتزوجي و يكون عندك أولاد!!!... فردت البنت بكل بلاهه: هل هدفي أن أكون مثلك... ليس هذا هدفا....
لقد عاشت هذه البنت غربة عن أمها منذ نعومة اظافرها و تزايدت مع تصارع لاحداث... ولكن حان وقت المواجهه الحقيقية... نعم... لقد ادركت البنت أن احيانا مرارة غربة الأهل ، أفظع و أخطر مما كانت تظنه عقلا و نفسا... فهذه الام لم تكن أبدا بلا عقل... و لكن كان مغيبا عنها و عن البنت الهدف الأسمى و التربية المثلى... أنها غربتهم جميعا التي غربتهم عن بعضهم البعض، أنها غربة الدين عن الواقع، علما و عملا...غربة المجتمع عن الدين، و كل ساهم وكنت أنا الأبعد؟؟؟ أم أنه انفصام الفقه عن الدين، و الاخلاق الحقه عن التدين؟ أم تغييب و غياب العلم الشرعي العملي و حصره على اشخاص و اماكن؟ أم أنه علو شأن غير المسلمين و تخلقهم ببعض الخصال الحميدة؟و المسلمون جسد بلا روح...اموات!... ام روح بلا جسد...في عالم البرزخ أو حتى قبل الدنيا؟ ولو حيوا اغتيلوا في عقولهم؟ ولو نجوا نُفوا أو غييبوا؟
إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا
وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُوا
ْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا
إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
سورة ال عمران...
وليس هذا على اطلاقه على كل الآخر... أنما على الذين يحاربون الأسلام ولو ابطنوا غير ذلك... و الذين يعرفون الأسلام في زماننا قليلون... و المسلمون غير مبرؤون... و الأمر هنا بالصبر و التقوى... و لا تقوى بلا عدل و اتباع للشريعة في الموافق و المخالف...
...
...
...
ثم ما لبثت الايام تمر و عادت البنت إلى السعي لدينها و اخراها، و التوجهه إلى ربها... و بدأت معها غربة أخرى مؤلمة، فلقد أصبح العقل و النفس و الدين في كفه و الأهل في كفه... وليست لأن اهلها غير مسلمون، و لكنهم لا يتعلمون الإسلام و عوائدهم كثيرا ما تخالف الشريعة المحمدية و الأَمَر أنهم يظنونها من الدين... و استغل هذا الشيطان و جنده اسوء استغلال و سخر من جهل البنت التي تحاول الاقبال على الله، و سلط عليها من سلط، تشكيكا و تعطيلا... متشدده...ارهابيه...ناكره للجميل...متخلفة...رجعية...مفرقة جماعات...قاطعة للرحم....، مع استغلال العيوب الموجودة أسوأ استغلال و النفخ فيها و اشعال نار الفتنة.... و الكثير من الوسائل الاعلامية لم تترك فرصة... و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعقلون...
...
وتوالت الفتن...
وسرعان ما تحولت السخرية وا لاستهزاء و العدواة و تراشق بالتهم و سوء الظن حتى بين الذين يريدون وجه الله، و الشيطان ينزغ... و يثبط... و يعقد... و يحوّل العقول الغير مدربة على التفكير السليم، و الاخلاق و العوائد السيئة إلى حواجز...ثم إلى سدود و فيضانات تكتسح الاراضي و تدمر المنازل...
نعم فالقصعة مستباحة من البعيد و القريب، و حتى من أخ في الله القريب... و الله أكبر...
...
نعم كان الامر صعبا...ولكن الله غالب على أمره... و بالصبر نرى العجب... فالاهل تغييروا... و الاخوة تعلموا.... و البنت ايضا تعلمت... و لايزال المشوار طويلا أمامهم جميعا... ولكنه إلى الله... فما أجمل النصب لرضا الله... وما اجمل الاجتهاد إليه... و السعي لرضاه و رضوانه و جناته...
ولا يزال الشيطان يكيد و ينفث و يعقد و يوقع العداوة و البغضاء بين المسلمين... و لايزال المؤمن يجاهد و يجتهد، و يصبر و يخطأ و يستغفر، فيتعلم و يرتقي... و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين...
والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون....
نسأل الله أن يهديني و والدي و أرحامي و اصهاري و جيراني و المسلمين و أمة محمد اجمعين إليه،
و يخير لنا و يختار لنا،
و يرضنا بقضائك و يأنسنا بلطفه و فضله و أوليائه...
اللهم إني أسألك حبك و حب من يحبك و حب عمل يقربني إلى حبك...
والله أعلم
__________________
منقول
تحياتي
khawla1- Admin
- عدد المساهمات : 1586
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
العمر : 29
مواضيع مماثلة
» جو الغربة و جو الوطن اختلاف كبير
» علمتني الغربة......
» جراح الغربة..
» كلمات في الغربة
» وحدى فى الغرفة .... أكتب عن الغربة
» علمتني الغربة......
» جراح الغربة..
» كلمات في الغربة
» وحدى فى الغرفة .... أكتب عن الغربة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى